ماذا قال الاعلام الغربى عن المقاومة الشعبية المصرية اثناء العدوان الثلاثى 1956 على مصر
«العالم كله كان يتحدث عن بورسعيد وهي تواجه إمبراطورتين في وقت واحد»..
هكذا لخص فيلم وثائقي أنتجته شبكة BBC البريطانية حرب 1956، والعدوان الثلاثي الذي شنته فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم القناة.
الهجوم العسكري الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، جاء على محورين رئيسيين، الأول من سيناء، ونفذته إسرائيل، والمحور الثاني جاء على طول خط القناة.
يعلق فيلم الـBBC على خطاب ناصر قائلة:«ناصر أعلن التحدي الذي أربك المشهد، خرج ليؤكد أنه سيبقى هو وزوجته وأولاده وحكومته بالكامل في القاهرة، ولن يغادر البلاد وأعلن أن المصريين سيقاتلون من بيت إلى بيت»، فيما علق مسئول بريطاني سابق ظهر في الفيلم قائلا:«كان إيدن يتابع خطاب ناصر مذهولا»
كثفت بريطانيا هجومها على بورسعيد باعتبارها «بوابة القناة الرئيسية»، وبينما دكت طائرات بريطانيا وفرنسا القاهرة ومدن القناة، ودفعت بأكثر من 6000 مظلي من قوات النخبة (الكوماندوز)، للسيطرة على المدينة.
المفاجأة التي فجرتها بورسعيد في الحرب «كانت أكبر من استيعاب المخابرات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية معا»، حسب BBC، أما جريدة الأوبزرفر التي اتخذت موقفا معارضا للحرب منذ البداية، فاطلقت تحذيرها من «تحول المدينة الصغيرة إلى قبلة للمتمردين في العالم، فالشباب في بورسعيد يصطادون المظليين البريطانيين ببنادق عتيقة، والنساء والرجال حولوا شوارع المدينة إلى بحر دماء، رغم قتل القوات البريطانية آلاف المصريين، إلا أن بورسعيد توشك أن تتحول إلى دولة عظمى إذا نجحت في كسر جيوش بريطانيا وفرنسا معا وبسلاح قديم أيضا».
الصحف البريطانية بدأت تدق أجراس الإنذار ووصفت رئيس الوزراء البريطاني إيدن «سياسي سيء، وتلميذ فاشل لونسون تشرشل»، أما الإعلام الفرنسي فبدأ يحذر من «جزائر جديدة» على ضفاف القناة، أما شيمون بيريز، وزير الدفاع الأسبق والرئيس الإسرائيلي الحالي، الذي شارك في الفيلم الوثائقي فيقول:«كان وضعنا جيداً في سيناء لكننا كنا ننظر للضفة الأخرى حيث تدور المعارك الحقيقية».
تقول BBC :«على مدار أيام قليلة، أسرع المصريون إلى معسكرات التدريب بحثا عن فرصة لقتال المحتلين الذين رحلوا قبل عامين فقط، واستقبل شعب بورسعيد القتال وكأنه ذاهب إلى حفلة بالبنادق».
على الجانب الآخر من العالم، كان نيكيتا خرتشوف، الزعيم الروسي، يرصد ما يحدث على الأرض وهو غير مصدق، ونشرت البرافدا الروسية قصصا عن «أبطال بورسعيد الذين يواجهون العالم بسعادة»، أما الصحف الفرنسية فتنبأت مبكراً بأن «الروس لن يتركوا أبواب الشرق الأوسط مفتوحة دون أن يدخلوا منها».
«حسم المصريون المعركة» ونفذوا حرفيا تهديدات ناصر.. من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت قاتل المصريون بسلاح قديم ضد أقوى جيوش العالم وقتها، وابتكروا تكتيكات عسكرية جديدة ارتجلوها في ساحة الحرب أفقدت العدو توزانه، ونشرت الصحف البريطانية عن مصادرها في المخابرات البريطانية قوله «أجهزتنا أصيبت بالشلل في كل ما يتعلق بالمعركة».
ومع تزايد أعداد القتلى، خرجت أيضا مظاهرات في لندن وباريس ضد الحرب، ونظمت مجموعات من أسر الجنود مظاهرات رصدتها الصحف الغربية، وطالب الأهالي بعودة الجنود «قبل أن يقتلهم المصريون».
وأمام صمود بورسعيد، لم يجد المحتلون حلاً إلا الرحيل عن «مدينة المقاتلين الأشباح»، كما سمتها الجارديان، لتحل محلهم قوات الأمم المتحدة للفصل بين الطرفين، لتنطلق الاحتفالات في شوارع مصر مع رحيل آخر جندي بريطاني أو فرنسي، فيما وجدت إسرائيل نفسها أمام شعب انتصر على إمبراطورتين، فطلبت من الأمم المتحدة تولى ملف انسحابها التدريجي من سيناء، ليكتمل في 1957، لتتحدث الصحف البريطانية معلقة على الانسحاب «ناصر انتصر ومخطط إخضاع حكام القاهرة الجدد فشل، وسمعة إيدن تلطخت للأبد»

الصور


logo

تواصل معنا

شارع 23 يوليو أمام ميدان الشهداء

066-3261209

dts@portsaid.gov.eg